1- حكم تكرار الجماع دون اغتسال بينهما
يُباح للرجل أن يجامع زوجته أكثر من مرة دون الحاجة إلى الاغتسال بين كل مرة، ولكن يُستحب أن يتوضأ بينهما، كما ورد في السنة النبوية. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءًا"
(رواه مسلم).
والحكمة من ذلك أن الوضوء يُجدد النشاط ويُقلل من الشعور بالتعب، كما أنه تطهير معنوي يُستحب فعله بين كل جماع وآخر.
2- حكم تأخير الغسل بسبب البرد
الغسل من الجنابة واجب إذا أراد الشخص الصلاة، أو لمس المصحف، أو دخول المسجد، ولا يجوز تأخيره عن وقت الصلاة. ومع ذلك، فقد رخّصت الشريعة الإسلامية التخفيف في بعض الحالات، ومنها إذا كان الشخص يخشى الضرر من البرد، فيجوز له:
تسخين الماء واستخدامه: وهذا هو الحل الأمثل عند توفره.
التيمم عند عدم توفر الماء الدافئ أو صعوبة استخدامه: إذا خشي الشخص المرض أو الضرر بسبب استخدام الماء البارد، ولم يكن لديه وسيلة لتسخينه، فيجوز له التيمم والصلاة، ثم الاغتسال عندما تتحسن الظروف.
3- الأدلة الشرعية على التخفيف في الغسل عند الضرورة
الإسلام دين يُراعي التيسير ورفع الحرج، وقد وردت أدلة كثيرة على ذلك، منها:
قوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" (الحج: 78).
قوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" (التغابن: 16).
ما ورد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه كان في سرية فأصابته جنابة في ليلة باردة، فخشي على نفسه من المرض، فتيمم وصلى، وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أقرّه وقال: "يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟" فقال: خشيت أن أهلك، وذكرت قول الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئًا (رواه أبو داود).
4- متى يجب الغسل فورًا؟
يجب الغسل من الجنابة فورًا في الحالات التالية:
عند دخول وقت الصلاة: فلا يجوز تأخير الغسل حتى يخرج وقتها.
إذا أراد الشخص لمس المصحف أو دخول المسجد.
إذا لم يكن هناك عذر شرعي يمنع الاغتسال، مثل عدم توفر الماء الدافئ أو الخوف من المرض.