ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وانخفاض الدولار وسط مخاوف مالية بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة
نيويورك 19 مايو أيار (رويترز) - ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل بينما تراجع الدولار على نطاق واسع يوم الاثنين وسط مخاوف بشأن عبء الدين الأمريكي ومشروع قانون خفض الضرائب بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للبلاد.
تعافت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية من خسائرها المبكرة لتنهي اليوم مستقرة أو مرتفعة قليلا.
في وقت متأخر من يوم الجمعة، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من أعلى مرتبة AAA، مما يسلط الضوء على تدهور التوقعات المالية للبلاد.
وافقت لجنةٌ رئيسيةٌ في الكونغرس يوم الأحد على مشروع قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض الضرائب، وهو مشروعٌ واسعُ النطاق. وسيسعى الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي، إلى إقراره هذا الأسبوع.
بلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا أعلى مستوى له في 18 شهرًا قبل أن يتراجع عن تلك المستويات. وكان المستثمرون قلقين من أن مشروع قانون الضرائب سيزيد عبء الدين بأكثر من المتوقع سابقًا.
وارتفع عائد السندات لأجل 30 عامًا 3.7 نقطة أساس إلى 4.934% بعد أن لامس 5.037%، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023. وارتفع عائد السندات الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 4.469%، بعد أن بلغ في وقت سابق 4.564%، وهو أعلى مستوى منذ 11 أبريل.
قال بيتر كارديلو، كبير خبراء الاقتصاد في سوق الأوراق المالية لدى سبارتان كابيتال سيكيوريتيز في نيويورك: "ما فعلته موديز كان رمزيًا أكثر من أي شيء آخر. فقد خفضت الوكالات الأخرى بالفعل تصنيف الدين".
نعم، ترتفع العائدات مع ورود الأخبار... لكنها ترتفع لأسباب أخرى أيضًا،" أضاف. "بشكل عام، لا يتفاعل سوق الأسهم كثيرًا مع إعلان موديز. بل هو سوق صاعد، ويتطلع ربما إلى تعزيز تحركاته الأخيرة."
ويأتي تخفيض التصنيف الائتماني من جانب موديز في أعقاب خطوات مماثلة من جانب وكالة فيتش في عام 2023 ووكالة ستاندرد آند بورز في عام 2011.
استخدم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت المقابلات التلفزيونية يوم الأحد لرفض تخفيض التصنيف الائتماني.
علق بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين على الأسواق الأمريكية عقب تخفيض التصنيف الائتماني. وفي حديثه خلال مؤتمر عقدته جمعية مصرفيي الرهن العقاري في نيويورك، قال جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن المستثمرين يدرسون "بشكل واضح" الخيارات المستقبلية.
ومع ذلك، أضاف أن المستثمرين "رأوا، ولا يزالون،" الولايات المتحدة "مكانًا رائعًا للاستثمار، بما في ذلك سندات الخزانة وأصول الدخل الثابت، لذا أعتقد أن هذا الرأي لا يزال قائمًا".
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (.DJI) بمقدار 137.33 نقطة، أي بنسبة 0.32%، ليصل إلى 42,792.07 نقطة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (.SPX) بمقدار 5.22 نقطة، أي بنسبة 0.09%، ليصل إلى 5,963.60 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب (.IXIC) بمقدار 4.36 نقطة، أي بنسبة 0.02%، ليصل إلى 19,215.46 نقطة.
وكان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد سجل يوم الجمعة مكاسب لليوم الخامس على التوالي.
ارتفع مؤشر MSCI للأسهم العالمية (.MIWD00000PUS) بمقدار 1.77 نقطة، أي بنسبة 0.20%، ليصل إلى 882.39. وارتفع مؤشر STOXX 600 الأوروبي (.STOXX) بنسبة 0.13%، بينما ارتفع مؤشر FTSEurofirst 300 الأوروبي الأوسع نطاقًا (.FTEU3) بمقدار 2.80 نقطة، أي بنسبة 0.13%.
أغلق مؤشر MSCI الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان (.MIAPJ0000PUS) على انخفاض بنسبة 0.5%، حيث أظهرت مجموعة مختلطة من البيانات الصينية اقتصادا متعثرا.
انخفض الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع مقابل عملات الملاذ الآمن الين والفرنك السويسري واليورو. ومقابل الين الياباني، تراجع الدولار بنسبة 0.55% ليصل إلى 144.82.
لقد أضعفت حرب الرسوم الجمركية التي شنها ترامب ثقة المستهلكين، وسيقوم المحللون بفحص أرباح هوم ديبوت (HD.N) وتارجت (TGT.N) هذا الأسبوع للحصول على تحديث حول اتجاهات الإنفاق. ومن المقرر أن تُصدر هوم ديبوت تقريرها يوم الثلاثاء قبل جرس الافتتاح.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت إن وول مارت (WMT.N) يجب أن "تتحمل الرسوم الجمركية" بعد أن قالت أكبر شركة تجزئة في العالم إنها ستضطر إلى البدء في رفع الأسعار بسبب الرسوم.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوسيك لشبكة سي إن بي سي يوم الاثنين إن البنك المركزي ربما يكون قادرا فقط على خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال بقية العام نظرا للمخاوف بشأن ارتفاع التضخم الناجم عن ارتفاع الضرائب على الواردات.
وسوف يسعى زعماء المالية من دول مجموعة السبع إلى إظهار الوحدة عندما يجتمعون هذا الأسبوع بشأن موضوعات أخرى غير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، بما في ذلك الأمن الاقتصادي وأوكرانيا والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.
ارتفعت أسعار النفط قليلا بعد أن عوضت مؤشرات على وجود طريق مسدود في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامجها النووي تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا لتبلغ عند التسوية 65.54 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا لتبلغ عند التسوية 62.69 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار الذهب، حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.9% إلى 3229.51 دولار للأوقية، في حين استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة على ارتفاع 1.5% عند 3233.5 دولار.
تقرير كارولين فالتكيفيتش من نيويورك، مع تقارير إضافية من صامويل إنديك من لندن وواين كول؛ تحرير ريتشارد تشانج وستيفن كوتس.