الحوثيون يشنون هجمات جديدة على منشآت نفط سعودية وواشنطن تندد
هددت وزارة الطاقة السعودية أن الرياض لا تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية نتيجة لهجمات الحوثيين على منشآتها، يأتي هذا بعد تعرض السعودية لهجمات جديدة على منشآت طاقة، فيما أدانت واشنطن هذه الهجمات.
شن المتمردون الحوثيون اليوم الجمعة (25 مارس/ آذار) سلسلة هجمات على السعودية تسببت إحداها باندلاع حريق هائل في منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة، وفق ما ذكرت وكالة ألانباء الفرنسية.
واستهدف أحد هذه الهجمات مصفاة تابعة لأرامكو في منطقة ينبع على البحر الأحمر، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من جدة. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بتصاعد دخان أسود كثيف عصر الجمعة من الموق
ع في جدة. ومساء أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في بيان أنه "تمت السيطرة على الحريق بدون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية".
وتابع البيان "ليس هناك أي تأثير أو تداعيات لهذه الهجمات العدائية على مناشط الحياة العامة بمدينة جدة"، في إشارة إلى الحلبة التي تستضيف سباقا للفورمولا واحد في المدينة. وأفاد التحالف "بتعرض محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو" موضحا أن الهجوم أدى إلى "نشوب حريق بخزانين اثنين تابعة للمنشأة النفطية".
وتأتي الهجمات عشية الذكرى السنوية السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران. وكانت السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، قد حذّرت الإثنين من مخاطر خفض إنتاجها النفطي غداة هجمات للحوثيين بواسطة صواريخ وطائرات مسيّرة.
وصرح مصدرٌ مسؤولٌ في وزارة الطاقة السعودية أن محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، تعرضت مساء اليوم، لهجوم بمقذوف صاروخي، كما تعرضت محطة "المختارة" في منطقة جازان، أيضا، لهجوم بمقذوفٍ صاروخي، ولم تترتب على هذه الهجمات، إصابات أو وفيات، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية ( واس).
وقد أعرب المصدر عن إدانة المملكة، الشديدة، لهذه "الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية"، متوعدة بالرد ضمن
عمليات قوات التحالف العربي والذي تقوده السعودية.
وفي واشنطن نددت الخارجية الأمريكية بالهجمات على السعودية، وقالت جالينا بورتر نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مساء اليوم الجمعة إن واشنطن تندد بهجمات جماعة الحوثي اليمنية على منشآت نفطية بالسعودية وتعتبرها "غير مقبولة". وأضافت أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع السعودية لتعزيز دفاعاتها.
وفي بيان قال الحوثيون إنهم شنوا ما مجموعه 16 هجوما. وقال يحيى سريع، المتحدث باسم الميليشات التي تحكم صنعاء وأجزاء كبيرة من شمال اليمن، "استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة واستهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ البالستية".
وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، "ردا على استمرار الحصار علىى اليمن وعمليات قوات التحالف وتدشينا للعام الثامن من الصمود نفذت قواتنا عملية كسر الحصار الثالثة وذلك بدفعات من الصواريخ البالستية والمجنحة وسلاح الجو المسير". وأوضح أن الصواريخ "استهدفت منشآت أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة".
مصير سباق فومولا واحد
من جهة أخرى قال مصدر مطلع إن ستيفانو دومينيكالي الرئيس التنفيذي لبطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات أبلغ السائقين ورؤساء الفرق اليوم الجمعة بأن سباق جائزة السعودية الكبرى سيمضي قدما مطلع الأسبوع رغم هجوم على محطة توزيع منتجات بترولية تابعة لأرامكو في جدة.
وقالت الشركة السعودية المروجة للسباق في بيان "نحن على علم بالهجوم على محطة توزيع أرامكو في جدة في وقت سابق اليوم. وأضافت "منظمو السباق على اتصال مباشر بالسلطات الأمنية السعودية، وكذلك فورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات لضمان استمرار تنفيذ جميع تدابير الأمن والسلامة اللازمة. وتابعت "السباق سيمضي قدما مطلع الأسبوع كما هو مخطط له" مضيفة أن المنظمين يتطلعون إلى الترحيب بالمشجعين.
وقال متحدث باسم فورمولا 1 "فورمولا 1 على اتصال وثيق بالسلطات المعنية في أعقاب أحداث اليوم. واضاف "أكدت السلطات أن السباق سيمضي قدما كما هو مخطط له وسنظل على اتصال دائم معها ومع جميع الفرق وسنراقب الوضع عن كثب".
اضطراب امدادات النفط
وتأتي هذه الهجمات في توقيت تسجّل فيه أسعار النفط ارتفاعا كبيرا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير، كما أن الإمدادات العالمية تشهد اضطرابات من جراء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
واعتبرت الوزارة أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية"، وحضّت المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها". وأدّى الهجوم الذي استهدف الأحد مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) في غرب المملكة إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية الأحد. وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون" من دون أنّ تحدّد كمية الانتاج التي تسبب الهجوم في توقفها.
ومنذ بدء الأزمة في أوكرانيا تحضّ الدول الغربية منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية على زيادة إنتاجها. لكن المملكة لم تلب هذا المطلب وقرّرت المضي قدما في تنفيذ تعهّدات قطعتها لمجموعة أوبك بلاس التي تضم روسيا، ثاني أكبر مصدّر للنفط في العالم.
المصدر رويترز