ماذا يحدث لجسمك عند النوم أمام المروحة؟
استخدام المراوح لا يقتصر فقط على التبريد وتلطيف الأجواء، بل يمتد ليشمل فوائد صحية غير متوقعة أثبتتها الدراسات العلمية. فسواء كنت تستخدم المروحة نهارًا أو أثناء النوم، فإنها تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الهواء وتقليل بعض المخاطر الصحية، مثل متلازمة موت الرضع المفاجئ. ومع ذلك، فإن الاستخدام غير السليم للمروحة قد يؤدي إلى آثار سلبية على الجسم، خاصة مع دخول فصل الخريف واستمرار الاعتماد على المراوح في الأجواء الدافئة.
فوائد غير متوقعة لتشغيل المروحة داخل المنزل
الحرارة المرتفعة تُعد من التحديات البيئية الصعبة التي تواجه الإنسان، وقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة The Lancet عام 2021 أن التعرض لدرجات حرارة تفوق 25 درجة مئوية مع رطوبة مرتفعة يسبب إجهادًا حراريًا، بينما التعرض القصير لدرجات تتجاوز 35 درجة مع رطوبة عالية أو 40 درجة مع رطوبة منخفضة قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، تصل إلى الوفاة في بعض الحالات. وهنا تبرز أهمية المراوح كوسيلة غير مكلفة لتقليل تأثيرات الحرارة.وخلال الليل، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في التعرق المفرط وصعوبة النوم، خاصة لدى من يعانون من حالات صحية معينة مثل الهبات الساخنة، والتي تؤثر على 80% من النساء في سن انقطاع الطمث. وهنا يأتي دور المروحة في تخفيف الأعراض وتحسين بيئة النوم، من خلال:
تهوية الغرفة وتجديد الهواء وتقليل الروائح الكريهة.
تقليل التعرق والحفاظ على توازن المعادن في الجسم.
تحسين جودة النوم وتقليل التوتر.
إنتاج "الضوضاء البيضاء" التي تساعد على تهدئة الأعصاب والنوم بعمق، خصوصًا لدى الأطفال.
واحدة من أبرز الفوائد غير المتوقعة، والتي سلطت عليها دراسة حديثة الضوء (يوليو/تموز 2024)، هي دور المروحة في تقليل خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ بنسبة تصل إلى 72%، لا سيما عند وضع الطفل على جنبه أو بطنه بدلًا من الاستلقاء على الظهر.
ولا يقتصر الأمر على الرضع، فالمروحة تُساعد كذلك كبار السن ومرضى ضيق التنفس، إذ أظهرت دراسة حديثة تحسنًا ملحوظًا لدى مرضى سرطان الرئة عند استخدام مروحة محمولة لتسهيل التنفس وإدارة الأعراض.
الآثار السلبية للنوم أمام المروحة
رغم المزايا المتعددة، فإن النوم المباشر أمام المروحة قد يسبب عدة مشاكل صحية، أبرزها:إثارة الحساسية: تقوم المروحة بتوزيع الغبار، وبر الحيوانات الأليفة، والعفن، مما يؤدي إلى تهيج الجيوب الأنفية والعينين.
الجفاف: يؤدي تدفق الهواء المستمر إلى جفاف الجلد، العينين، والمجاري التنفسية، مما يسبب التهاب الحلق أو احتقان الأنف.
الضوضاء: رغم أن بعض الأشخاص يعتبرون صوت المروحة مهدئًا، إلا أن آخرين يجدونه مزعجًا ويؤثر على جودة النوم.
الصداع والشخير: قد يؤدي احتقان الأنف إلى صداع أو تراكم السوائل التي تسبب الشخير.
آلام عضلية: نتيجة تركّز الهواء على عضلات معينة، مما يسبب تيبسًا أو ألمًا قد يعيق النوم.
زيادة احتمال الإصابة بنزلات البرد.
كيف تستفيد من المروحة دون أن تضر جسمك؟
تشير الدراسات إلى أن الاستفادة من المروحة لا تقتصر على تشغيلها، بل تعتمد على طريقة استخدامها. فبحسب دراسة صينية نُشرت عام 2022، فإن ضبط سرعة المروحة حسب مراحل النوم الخمسة - التي تتغير فيها حرارة الجسم - يساهم في تعزيز النوم العميق بنسبة 3.59%.توصي الدراسة ببدء الليل بسرعة هواء أعلى، ثم تقليلها تدريجيًا مع انخفاض حرارة الجسم أثناء النوم، لتعود وتزداد لاحقًا تماشيًا مع التقلبات الطبيعية للساعة البيولوجية.
لكن في بعض الحالات، لا يُنصح باستخدام المروحة إطلاقًا، مثل الأيام شديدة الحرارة التي تتجاوز فيها الحرارة 35 درجة مئوية. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد يُشكّل ذلك خطرًا، خاصة لكبار السن أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل مضادات الكولين، لأنها تعيق قدرة الجسم على التكيف مع الحرارة.
نصائح لاستخدام آمن وفعّال للمروحة:
لتحقيق أقصى فائدة من المروحة وتفادي أضرارها، ينصح الخبراء بما يلي:ترك مسافة مناسبة بينك وبين المروحة، تتراوح بين 1.25 متر و2 متر.
تنظيف المروحة بانتظام لتجنب تراكم الغبار ومثيرات الحساسية.
استخدام مراوح عالية الجودة لا تُصدر ضوضاء مزعجة.
تجنب توجيه الهواء مباشرة إلى الجسم، واستخدام خاصية التذبذب أو التوزيع الدوّار للهواء.
الاعتماد على المؤقت الزمني لإيقاف المروحة تلقائيًا بعد الاستغراق في النوم، خصوصًا في الليالي التي تنخفض فيها درجة الحرارة فجأة.
اختيار المراوح سهلة الفك والتركيب لتسهيل تنظيفها بشكل دوري.
استخدام المراوح المزودة بخاصية التحكم عن بعد لسهولة الإيقاف والتشغيل.
الحفاظ على نظافة المنزل وخاصة غرف المعيشة والطعام، للتقليل من التلوث البيولوجي والمواد المثيرة للحساسية التي تنتشر مع حركة الهواء.
رغم بساطتها، إلا أن المروحة تعتبر أداة فعّالة لتحسين جودة الحياة، بشرط استخدامها بالشكل الصحيح. فالفوائد الصحية التي تقدمها، من تحسين التنفس والنوم، إلى الوقاية من بعض المخاطر الصحية، تجعل منها أكثر من مجرد وسيلة لتبريد الجو. لكن، لا يجب تجاهل الآثار السلبية التي قد تنتج عن سوء الاستخدام، لذا من الضروري التوازن والالتزام بالتوصيات لتفادي أي مضاعفات صحية.